dimanche 1 avril 2018
اندد واتهم.
انه ليس الاتهام المعهود على قضية درايفوس...أو على تسميم سقراط...وتفكيك أواصل الحلاج...وشنق ساكو وفنزتي...والتصرف في الحروب...واستعمال الآفات الاجتماعية...وابتزاز الأحداث والتغيير الجيني...انه ليس فقط الاتجار الثلاثي بالعنصر البشري...والمجازر الاثنية في كافة أنحاء العالم...والتوافقات المشبوهة لصالح تجار العنف والسلاح...والحكم في آليات الطبيعة لتصنيع الحياة الحيوانية في طوابير مقرفة...بل انه صرخة شاملة...احتجاج كامل...رفض كلي...تنديد كبير...عصيان فوق السفينة...وإشارة واضحة ضد أصحاب القرار...واتهام صريح لما ألت إليه البشرية منذ تبلور الفكر الإنساني. حقيقة مرة...تبلورت في كافة مراحل التاريخ وبناء الحضارات على أنقاض الماسي...لذلك وبكل كارثية واحتجاج مشروع...كان بالإمكان إيقاف هذه المجازر البشرية المتناوبة والمتعاقبة...خاصة بعد الحرب العالمية الثانية وأسطورة "لن يتكرر" "نفر اققن"...عندما كان ممكنا القضاء على العنف إلى حده الأدنى...وضاعت مواعيد عديدة مع التاريخ ومناسبات متكررة للتخلص من الكوارث التي تسببها أنانية الإنسان. هنا وجب السؤال بإلحاح...إلى أي مدى يمكن مواصلة التفاوض في اتجاه إرضاء صناعة السلاح والدمار الشامل...والى مستوى كم مليون من البشر يموتون تحت أنظارنا... سنتوقف.
من ناحيتي...أنا بوغميقة النيندرتالي...هومو سابيان سابيان...تونسي عربي مسلم...مواطن عالمي...مناضل شامل ودائم من اجل القضايا البيئية والإنسانية...أجد كل يوم بقايا الغرقى في البحر من الهجرة الاقتصادية...أندد بكل قوة بهذا النوع من الدمار الشامل الذي تذهب ضحاياه من الفقراء والمعدمين في الأرض. هذه الوضعية التي كانت مبررة جزافا بدكتاتورية ألقذافي...ليتبين إنها نتيجة التركيبة الاقتصادية الموروثة وعلاقات الهيمنة بين الدول. وكان "ماما دو" الذي أسميته في إطار مقاربة صادقة وحميمية فكرية عميقة... الضحية المعبرة من الخمسة ألاف لهذا الظلم المستديم. عبر الصحراء الحارقة على قدميه...عمل لسنوات من العبودية للحصول على مبلغ العبور إلى أوروبا الجنة الموعودة...ركب سفينة معطبة...ليجد نفسه غارقا ومعدما بين مصطبات البترول الضخمة وأساطيل الحرب العملاقة...ثم يجد نفسه أو ما تبقى من جسده ملقى على شاطئ البحر...كرجل ترعرع دون كرامة مثل جل الفقراء...عاش دون كرامة...ليغرق دون كرامة...ويضيع جسده بعيدا عن أهله دون كرامة...تحت أنظار عمالقة الدولار. وكان لبعض الضحايا شيء من الحظ عندما وجدهم بوغميقة على شواطئ جرجيس وكذلك شمس الدين مرزوق من الهلال الأحمر التونسي...ليقع أخيرا دفنهم بطريقة محترمة والصلاة على أرواحهم...رحمهم الله.
فعلى الذين لا يريدون أو لا يقدرون على رؤية الحقيقة مباشرة...والوقوف على كارثية الوضع...أن يرتقوا إلى مستوى المسؤولية الإنسانية التاريخية والتنديد بدون هوادة على كل أنواع العنف ضد الحياة من أين كان مأتاه...
تضامن ومواساة لمامادو والآخرين...رحمكم الله.
محسن لهيذب "بوغميقة" جرجيس 29.03.18
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire